شارك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  القوانين العامه للمنتدىالقوانين العامه للمنتدى  التبليغ عن المخالفات التبليغ عن المخالفات  المكتبهالمكتبه  رفع الصوررفع الصور  المشاركات الجديدهالمشاركات الجديده  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 علي بن المأمون....رحمهما الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
tweety
عـضـو
عـضـو
tweety


150
التقييم 27

علي بن المأمون....رحمهما الله Empty
مُساهمةموضوع: علي بن المأمون....رحمهما الله   علي بن المأمون....رحمهما الله I_icon10الخميس 11 نوفمبر 2010 - 5:50

من كتاب التوابين .....لأبن قدامه "هوموفق الدين, أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة "


ذكر إبراهيم بن الجنيد في كتاب زهد الملوك بإسناده عن صالح بن عبد العزيز قال أخبرني عمي عبد الحميد بن محمد أن المأمون كان يجد بابنه علي وجدا شديدا ويقدمه على جميع أولاده وكان من أحسن الناس وأجملهم مع أدب وفصاحة قال عبد الحميد وكنت إذا دخلت الدار أميل إليه فأسلم عليه فأرى معه حياء وبشاشة ولا أرى فيه كبرا ولا عزا يضاحك خدمه ويلاطف جلساءه ثم أسخى من رأت عيناي وأحسنهم خلقا وأطيبهم نفسا وكنت إذا رأيته لا أكاد أصرف وجهي عنه من حسنه وجماله وكان سبب زهد المأمون فيما أخبرني به شاكر مولاه أن ابنه علي كان في يوم صائف شديد الحر في قبة الجيش فأتاه يمن الخادم فقال يا سيدي أمير المؤمنين يدعوك قد دعا بطعامه وهو ينتظرك قال ويحك الحر شديد ويؤذيني وأكره الخروج فارجع فأعلمه أنك وجدتني نائما فمضى الخادم ورجع سريعا وقال ان الخليفة قال ادخل عليه ونبهه وكان لا يصبر عنه ساعة فقام علي وهو كاره فحضر الطعام ثم قعد أمير المؤمنين للشراب مع ندمائه فقام علي وخرج من المجلس وكان لا يشرب شيئا من النبيذ فانصرف إلى قصره وأمر أن يفرش له في بعض الشرفات على دجلة ودعا ندمائه وأصدقائه وقعد على سرير عليه غلالة ينظر إلى الناس وإلى دجلة ودعا بقيانه صلى وندمائه فبينا هو كذلك إذ نظر إلى حمال قد أقبل عند الزوال عليه عباءة صوف بيضاء بالية بلا قميص تحتها ولا سراويل عليه وقد شد على رجليه خرقا من الحر ولبس نعلين متخرقين وعلى رأسه خرقة وعلى عنقه كرزنه وطبقه فأتى دجلة وقعد في بعض السفن والأمير ينظر إليه مستشرف عليه لا يصرف بصره عنه فوضع طبقه وكرزنه وخلع نعليه وألقى الخرق عن رجليه ودنا من دجلة وغسل يديه ورجليه وانصرف إلى موضعه فأخرج جرابا له ففتحه وأخرج منه كسرا يابسة مختلفة الألوان وأخرج منه قصعة خشب فغسل قصعته وجعل فيها ماء وألقى تلك الكسر في الماء الذي في القصعة ثم أخرج صرة ففتحها وأخرج منها ملحا فنثره على الخبز وقليل سعتر"أو زعتر" ثم تربع على الرمل وسمى الله تبارك وتعالى وأكل أكل رجل يشتهي الطعام وهو مع ذلك يشكر الله تعالى والأمير عيناه إليه حتى فرغ وغسل القصعة فردها إلى جرابه مع كسيرات بقيت وشد خرقة الملح ودنا من الشط فاغترف بكفيه من الماء وقال يا سيدي ومولاي لك الحمد على هذه النعمة التي تفضلت بها علي فلك الحمد على أياديك عندي فلك الحمد ولك الشكر ثم وضع رأسه على كرزنه وتمدد على الرمل ساعة ثم قام فتهيأ للصلاة وقام يصلي للزوال فقال الأمير للغلمان الوقوف عنده ليذهب بعضكم إلى الرجل القائم المصلي فيأتيني به مع طبقه وكرزنه ولا يرعبه وعليه باللطف حتى يأتيني به فمضى بعض الغلمان فأتاه فأقام عنده حتى سلم ثم قال له قم معي حتى تحمل لي متاعا من قصر الأمير فقال اطلب غيري فإني متعوب البدن قال الموضع قريب والحمل خفيف قال يا حبيبي قد عرفت ذلك وأنت تصيب غيري فاعفني فإني أكره دخول الدار للامير قال لا بد منه فإن قمت وإلا أقمت وغلظ له في الكلام فقام الرجل وألقى كرزنه في عنقه وحمل الطبق وقرأ "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" البقرة 216 فأدخله الغلام القصر ثم أصعده حتى أوقفه بين يدي الأمير على هيئته فأمره بالقعود فقال له الندماء أيها الأمير من هذا حتى تأمره بالقعود مع وسخه ونجاسته قال اسكتوا ثم قال من أهلها أنت قال نعم قال: ما صناعتك


قال :ما ترى الحمل


,قال: وكم عيالك قال نحن عيال الله لي والدة عجوز مقعدة وأخت عمياء زمنة قال فأهل وولد


قال :مالي أهل ولا ولد قال فكم يكون الكسب قال على قدر ما أرزق إلا أنه لا ينصرم يوم إلا ونحن في كفاية من فضل الله تعالى قال فتطيق الحمل كل يوم قال :إذا صليت الفجر خرجت فتعرضت للرزق إلى وقت الزوال ثم أتفرغ لنفسي إلى فراغي من صلاة العصر وأجم نفسي من العصر إلى الليل


فقال :إني رأيتك تأكل وحدك كيف لا تأكل مع والدتك وأختك قال إنهما يصومان فأجعل عشائي مع فطرهما قال أخرج الكسر ففتح جرابه فأخرج منه كسرا يابسة لونها أسود وأحمر وأبيض فنظر إليها الأمير ساعة يتأملها متفكرا ثم قال يا شاكر إيتني بخمسة آلاف درهم صحاح فأدفعها إليه ليصلح بها حاله قال أيها الأمير أنا غني عنها لا حاجة لي فيها فجهد به على أن يأخذها فأبى قال الأمير فلي إليك حاجة قال ما حاجة مثلك إلى مثلي قال في حاجة مهمة فأخذ بيده فأدخله بعض غرفه وخلا معه وقال ياهذا قد عرفت حالي وقصتي وموضعي وما أنا فيه من هذا الملك نعيم الدنيا ولذاتها فادع الله تبارك وتعالى أن يزهدني في الدنيا يرغبني في الآخرة فقال له الحمال يا حبيبي مالي عند الله من المنزلة أدعوه إلا أن بعض الحكماء يقول من خاف شيئا أدلج افرض إلى نفسك كل يوم وساعة شيئا معلوما من خصال الخير فإنك إذا فعلت لك جاءتك العزيمة بالعون من الله تعالى على ذلك ولا تؤخر عمل يومك لغد ولا تكلف نفسك ما لا طاقة لها به وأكثر ذكر الموت فإن ذكره يكثر القليل ويقلل الكثير وعليك بتقوى الله تعالى وطاعته واجتناب معاصيه ثم رفع يديه وطأطأ رأسه ودمعت عيناه وقال يا من رفع السماء بقوته ودحا الأرض بمشيئته وخلق الخلائق بإرادته واستوى على العرش بقدرته يا مالك الملك وجبار الجبابرة وإله العالمين ومالك يوم الدين أسألك برحمتك وجودك وقدرتك أن تخرج حب الدنيا من قلب عبدك عبد الله علي وتوفقه لطاعتك من الأعمال التي تقر به إلى مرضاتك وتجنبه معاصيك وتختم لنا وله برضوانك أنه وعفوك يا أرحم الراحمين قال فدمعت عينا علي وبكى فأكثر ثم قال للحمال لو قبلت منا شيئا قال لا أريده وحاجتي أن تعجل سراحي فأمره بالخروج فخرج الحمال وانصرف الأمير إلى موضعه وهو متفكر قد ذهب نشاطه ثم التفت إلى ندمائه فقال يا قوم لو شهدتم طعام أمير المؤمنين ورأيتم ما يرفع ويوضع من صنوف الأطعمة ثم جعل يصف ذلك الطعام ثم قال لو رأيتم الطعام الذي يخبز قد تنوق في بياضه وجودته وطحنه ثم ينخل بالشعر ثم ينخل بالكرابيس ثم ينخل بالحرير حتى يبقى مخه فقط توقد ناره بالقصب فإذا سكن وهجه وهو بخر التنور بالعود القماري وخبز بصنوف الطعام ثم وصف ما يتخذ له من صنوف الألوان من الحار والبارد والرطب واليابس والحلو وغير ذلك وهذا الحمال طعامه ما قد رأيتم ومائدته طبق من سعف النخل ثم طأطأ رأسه وجعل ينكت بأصبعه على الحصير ساعة ثم قال يا غلام إئت منيبا خازن الكتب فمره يخرج لي سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأتاه به فجعل ينظر فيه فقال اسمعوا ما كان طعام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عراق لحم الإبل مطبوخ بماء وملح وأقراص من شعير غير منخول فقيل له يا أمير المؤمنين لو أكلت غير هذا الطعام فقد وسع الله على المسلمين فقال هاه إن الله تبارك وتعالى عير قوما بأكلهم بقوله أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا الأحقاف 20 فجعل يصف لهم سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتدمع عيناه فلما فرغ قال يا غلام قل لمنيب صلى الله عليه وسلم يخرج لي سيرة عمر بن عبد العزيز فأخرج إليه فجعل ينظر فيه ويصف لندمائه ثم قال أبعد الله بطنا يعقب صاحبه ندما يوم الحسرة في عرصة القيامة هذا عبد الله بن عمر زين أبناء الصحابة اشتهى عنبا فلم يذقه هذا سعيد بن المسيب زين التابعين يقول ليت أن الله جعل رزقي في مص حصاة فقد استحييت من كثرة الإختلاف إلى الحش هذا الربيع بن خيثم اشتهى خبيصا فلم يذقه هذا مالك بن دينار هذا فلان هذا فلان فجعل يذكر وتدمع عيناه ثم قال ترى القوم لم يشتهوا طيب الطعام ولكنهم زهدوا عن الفاني للباقي وباعوا القليل بالكثير وصبروا في دنياهم فنالوا الذي طلبوا خرجوا من الدنيا خماصا جياعا حفاة عراة فلم تأكل الأرض منهم شحما ولا لحما بليت الجلود على العظام والعروق ثم أخرج ساعدا كأنه قضيب فضة مستديرة شحما ولحما فقال إن هذا الساعد مع هذا البدن ربي بالأطعمة والأشربة التي وصفت لكم من الطعام والشراب ليبلى في التراب كما يبلى ساعد الحمال ثم أرسل عينيه فبكى فأكثر البكاء ونحن قيام على رأسه ثم قال يا غلام ارفع هذه الآلة قبحها الله فما أموتها للقلوب وأضرها وأذلها فرفعت وصرف الندماء والخدم والغلمان وبقي وحده متفكرا لا يأذن لأحد عليه حتى إذا مضى بعض الليل ناداني يا شاكر قلت لبيك أيها الأمير قال دونك الخزائن فاحفظها مع جميع ما في الدار فإني منطلق إلى سيدي وأنا أظن أنه يعني بسيده أباه فخرج علي وعليه إزار قد أخذه على رأسه ونعل طاق قد وضعها في رجله وقال لا يتبعني منكم أحد بشمع فخرج ومعه غلام صغير وتخلف عنه الخدم والغلمان فلما أصبحنا افتقدنا الغلام إلى ارتفاع النهار فجاء الغلام فسألته عنه فقال لم يدخل دار أمير المؤمنين ولكنه أخذ نحو الدجلة وقال لي قف موضعك هذا لا تبرح فلا أدري أين ذهب إلا أنه دنا من ملاح فناوله دنانير وقال لي حاجة مهمة بواسط فتعجل بي وهو لا يعرفه فأدخله الزورق ومضى به إلى واسط ثم لم يقم بواسط حتى خرج إلى البصرة وتنكر ولبس الخشن على ذلك الجلد النقي واشترى طبقا كهيئة ما رأى من زي الحمال وجعل الطبق على عاتقه يعمل على مقدار قوته يحمل على رأسه بالقطع والكسر لا يرد ما أعطى بالنهار صائم يحمل على رأسه وبالليل قائم يصلي يمشي حافيا حتى تقطعت رجلاه يبيت في المساجد يتخللها كي لا يفطن به فلم يزل كذلك يعمل ويعبد ربه سنين وأمير المؤمنين لما وقف على أمره كتب في جميع الآفاق إلى العمال في كل بلدة أن يطلب وتوضع عليه العيون فلم يوقف على أمره قال فمرض في بعض المساجد وتغيرت حاله فلما اشتدت به العلة دخل بعض الخانات بالبصرة فاكترى غرفة وألقى نفسه على بارية فلما أيس من نفسه دعا صاحب الخان فناوله خاتمه ورقعة مختومة فقال يا هذا إذا أنا قضيت نحبي فاخرج إلى صاحبكم يعني الوالي فأره خاتمي وعرفه موضعي وناوله هذه الرقعة فمات رحمه الله فلما قضى سجاه وخرج نحو باب الأمير فنادى النصيحة فأدخل فأراه الخاتم فلما نظر إليه الوالي عرفه وقال ويحك أين صاحب الخاتم قال في الغرفة في الخان ميت وناوله الرقعة مختومة مكتوبا عليها لا يفكها إلا المأمون أمير المؤمنين فركب الأمير حتى أتى الخان وحوله إلى قصره وطلى عليه الكافور والمسك والعنبر ولفه في قباطي مصر وحمله في الماء إلى المأمون وكتب إليه يعرفه قصته وأنه وجده في غرفة على بارية في بعض الخانات ما تحته مهاد ولا عنده باكية مسجى مغمض العينين مستنير الوجه طيب الرائحة قال وبعث إليه خاتمه ورقعته فلما وصل كتابه إلى أمير المؤمنين وأدخل علي عليه قام فكشف عن وجهه وانكب عليه يقبله ويبكي ووقعت الصيحة والضجيج في الدار ثم فك الرقعة فإذا فيها مكتوب بخطه يا أمير المؤمنين اقرأ سورة الفجر إلى رابع عشرة آية فاعتبر بها واعلم أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ثم أمر المأمون فغسل وكفن وأخرج ليدفن والمأمون يمشي حتى صلى عليه فلما وضع في حفرته أمر الخدم فقال اخرجوا من القبر ثم اطلع في القبر فقال يا بني رحمك الله وأعطاك أمنيتك ورجاءك إذا إني لأرجو أن يكون الله تعالى قد أسعدك ونفعني بك فنعم الولد كنت جمع الله بينك وبين ابن عمي المصطفى صلى الله عليه وسلم ورزقني الصبر عليك ثم قال سوؤا عليه فدخل الخدم فأطبقوا عليه ألواحه ثم قال أهيلوا عليه التراب وهو واقف يصيبه الغبار والخدم قيام معهم المناديل يردون عنه الغبار فقال إليكم عني يبلى علي في التراب وتردون عني الغبار ثم قال اللهم ثبته بالقول الثابت وأشهدك أني راض عنه يا أرحم الراحمين والرقعة في يده لا يضعها فدعا محمد بن سعد الترمذي فأمره أن يقرأ سورة الفجر فجعل يقرأ والمأمون يبكي حتى بلغ إن ربك لبالمرصاد الفجر 14 فأمسك فتصدق عنه بألف ألف درهم وأمر بعرض السجون وأطلق عنهم وكتب إلى العمال بإنصاف الرعية ورد المظالم ونزع عن أمور كثيرة وبقي بعده لا يذكر إلا بكى وهو مكروب لا يرتاح للذة ولا لشهوة وينتاب مجلسه الفقهاء يبصرونه ويعظونه فما زالت هذه حاله حتى مات رحمه الله


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
علي بن المأمون....رحمهما الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شارك :: مكتبه شارك :: قصاصات ورقية-
انتقل الى: